لذلك وجب علينا إستغلال هذه الأيام المباركه كالتالى :
1- الحرص على
إحياء هذه الليالي الفاضلة بالصلاة والذكر وقراءة القرآن وسائر القربات
والطاعات ، وإيقاظ الأهل ليقوموا بذلك كما كان صلى الله عليه وسلم يفعل .
قال الثوري : أحب إلي إذا دخل العشر الأواخر أن يتهجد بالليل ويجتهد
فيه ويُنهض أهله وولده إلى الصلاة إن
أطاقوا ذلك . وليحرص على أن يصلي القيام مع الإمام حتى ينصرف ليحصل له قيام
ليلة ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( إنه من صلى مع الإمام حتى
ينصرف كتب له قيام ليلة )) رواه أهل السنن وقال الترمذي : حسن صحيح .
2- اجتهد في تحري
ليلة القدر في هذه العشر فقد قال الله تعالى :{ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ
مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ }[القدر:3]. ومقدارها بالسنين ثلاث وثمانون سنة وأربعة
أشهر . قال النخعي : العمل فيها خير من العمل في ألف شهر . وقال صلى الله
عليه وسلم (من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر ما تقدم من ذنبه )
متفق عليه
. وقوله صلى الله
عليه وسلم [إيماناً]أي إيماناً بالله وتصديقاً بما رتب على قيامها من
الثواب. و[احتساباً] للأجر والثواب وهذه الليلة في العشر الأواخر كما قال
النبي صلى الله عليه وسلم (تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان )
متفق عليه .
وهي في الأوتار
أقرب من الأشفاع ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( تحروا ليلة القدر في
الوتر من العشر الأواخر من رمضان ) رواه البخاري .
وهي في السبع الأواخر أقرب , لقوله
صلى الله عليه وسلم : ( التمسوها في العشر الأواخر , فإن ضعف أحدكم أوعجز
فلا يغلبن على السبع البواقي ) رواه مسلم . وأقرب السبع الأواخر ليلة سبع
وعشرين لحديث أبي بن كعب رضي الله
عنه أنه قال : ( والله إني لأعلم أي
ليلة هي الليلة التي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيامها هي ليلة
سبع وعشرين ) رواه مسلم .
وهذه الليلة لا تختص بليلة معينة في جميع الأعوام بل تنتقل في الليالي تبعاً لمشيئة الله وحكمته .
قال ابن حجر عقب حكايته الأقوال في
ليلة القدر : وأرجحها كلها أنها في وتر من العشر الأواخر وأنها تنتقل
...قال العلماء : الحكمة في إخفاء ليلة القدر
ليحصل الاجتهاد في التماسها , بخلاف ما لو عينت لها ليلة لاقتصر عليها ..
وعليه فاجتهد في قيام هذه العشر جميعاً وكثرة الأعمال الصالحة فيها وستظفر بها يقيناً بإذن الله عز وجل .
والأجر المرتب على قيامها حاصل لمن علم بها ومن لم يعلم , لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يشترط العلم بها في حصول هذا الأجر .
3- احرص على الدعاء و الاعتكاف في هذه العشر ان استطعت . والاعتكاف : لزوم المسجد للتفرغ
لطاعة الله تعالى . وهو من الأمور
المشروعة . وقد فعله النبي صلى الله عليه وسلم وفعله أزواجه من بعده , ففي
الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف
العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله - عز وجل – ثم اعتكف أزواجه من بعده
) ولما ترك الاعتكاف مرة في رمضان اعتكف في العشر الأول من شوال , كما في
حديث عائشة رضي الله عنها في الصحيحين .
قال الإمام أحمد –
رحمه الله - : لا أعلم عن أحد من العلماء خلافاً أن الاعتكاف مسنون
والأفضل اعتكاف العشر جميعاً كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل لكن لو
اعتكف يوماً أو أقل أو أكثر جاز . قال في الإنصاف : أقله إذا كان تطوعاً
أو نذراً مطلقاً ما يسمى به معتكفاً لابثاً. وقال سماحة الشيخ ابن باز رحمه
الله : وليس لوقته حد محدود في أصح أقوال أهل العلم .
وينبغي للمعتكف أن يشتغل بالذكر
والاستغفار والقراءة والصلاة والعبادة , وأن يحاسب نفسه , وينظر فيما قدم
لآخرته , وأن يجتنب ما لا يعنيه من حديث الدنيا , ويقلل من الخلطة بالخلق .
قال ابن رجب : ذهب الإمام أحمد إلى أن المعتكف لا يستحب له مخالطة الناس ,
حتى ولا لتعليم علم وإقراء قرآن , بل الأفضل له الانفراد بنفسه والتحلي
بمناجاة ربه وذكره ودعائه .
تابع الاحدث معنا علي صفحتنا
https://www.facebook.com/Sobhan.Allah.alhamed.leallah
0 التعليقات:
إرسال تعليق
تعليقاتكم تهمنا ( نتمني دائما أن نكون الأفضل بإذن الله )