الاثنين، 27 مايو 2013

قصيدة كم تشتكي للشاعر " إيليا أبو ماضي " :



كم تشتكي و تقول إنّك معدمو الأرض ملكك و السماو الأنجم ؟
و لك الحقول وزهرها و أريجهاو نسيمها و البلبل المترنّم
و الماء حولك فضّة رقراقةو الشمس فوقك عسجد يتضرّم
و النور يبني في السّفوح و في الذّرىدورا مزخرفة و حينا يهدم
فكأنّه الفنّا عابثاآياته قدّام من يتعلّم
و كأنّه لصفائه و سنائهتعوم به الطّيور الحوّم
هشّت لك الدّنيا فما لك واجما ؟و تبسّمت فعلام لا تتبسّم
إن كنت مكتئبا لعزّ قد مضىهيهات يرجعه إليك تندّم
أو كنت تشفق من حلول مصيبةهيهات يمنع أن تحلّ تجهّم
أو كنت جاوزت الشّباب فلا تقلشاخ الزّمان فإنّه لا يهرم
أنظر فما تطلّ من الثّرىصور تكاد لحسنها تتكلّم
ما بين أشجار كأنّ غصونهاأيد تصفّق تارة و تسلّم
و عيون ماء دافقات في الثّرىتشفي السقيم كأنّما هي زمزم
و مسارح فقتن النسيم جمالهافسرى يدندن تارة و يهمهم
فكأنّه صبّ بباب حبيبةمتوسّل ، مستعطف ، مسترحم
و الجدول الجذلان يضحك لاهياو النرجس الولهان مغف يحلم
و على الصعيد ملاءه من سندسو على الهضاب لكلّ حسن ميسم
فهنا مكان بالأريج معطّرو هناك طود بالشّعاع مهمّم
صور و أيات تفيض بشاشةحتّى كأنّ الله فيها يبسم
فامش بعقلك فوقها متفهّماإنّ الملاحة ملك من يتفهّم
أتزور روحك جنّة فتفوقهاكيما تزورك بالظنون جهنّم ؟
و ترى الحقيقة هيكلا متجسّدافتعافها لوساوس تتوهّم
يا من يحنّ إلى غد في يومهقد بعت ما تدري بما لا تعلم
...
قم بادر اللّذّات فواتهاما كلّ يوم مثل هذا موسم
واشراب بسرّ حصن سرّ شبابهوارو أحاديث المروءة عنهم
المعرضين عن الخنا ، فإذا علاصوت يقول : ' إلى المكارم ' أقدموا
الفاعلين الخير لا لطماعةفي مغنم ، إنّ الجميل المغنّم
أنت الغنيّ إذا ظفرت بصاحبمنهم و عندك للعواطف منجم
رفعوا لديهم لواء عالياو لهم لواء في العروبة معلم
إن حاز بعض النّاس سهما في العلىفلهم ضروب لا تعدّ و أسهم
لا فضل لي إن رحت أعلن فضلهمبقصائدي ، إنّ الضحى لا يكتم
لكنّني أخشى مقالة قائلهذا الذي يثني عليهم منهم
أحبابنا ما أجمل الدنيا بكملا تقبح الدّنيا و فيها أنتم



Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More